سامسونج وأبل: منافسة التكنولوجيا والابتكار
مقدمة:
المنافسة الشديدة بين سامسونج وأبل في عالم الهواتف الذكية ليست سراً، لكن هل تعيش سامسونج حقاً في ظل أبل؟ هل يمكن اعتبارها تابعة للشركة الأمريكية؟
سياسة التكنولوجيا:
المنافسة الأكبر هي بين سامسونج وآبل، لكن هل تعيش سامسونج فعلاً في ظل الشركة الأمريكية؟ وعندما سأل أحد الصحفيين رئيس شركة أبل، تيم كوك، عن سبب تأخر شركته في إضافة بعض التقنيات مثل الشحن السريع ومقاومة الماء وغيرها إلى هواتفها، أجاب قائلاً: “الأمر لا يتعلق بالأولوية في تطبيق التقنيات، بل يتعلق بتكنولوجيا أفضل وعالية الجودة. نسعى لذلك." تقود الشركة الأمريكية السياسات العامة لسوق الهواتف الذكية وتتخذ قراراتها بحكمة.
التميز والابتكار:
وبالنظر إلى الشركات المنافسة لشركة أبل، يمكن القول إن هناك شركات تتبنى قراراتها وتتبع نهجها، بينما تحاول شركات أخرى البقاء ضمن خطوطها أو حتى التمرد عليها من خلال اعتماد التقنيات الحديثة. وليس من المستغرب أن نرى سامسونج، المنافس الأكبر والأشرس والأقوى لشركة أبل، هي الأكثر اتساقا مع قرارات أبل في قطاع الهواتف الذكية.
وتعتبر شركة سامسونج من الشركات القليلة التي تواكب سياسة بيع الهواتف بدون شاحن وسماعات، متبعةً نهجاً مشابهاً لشركة آبل، فيما تحاول شركات أخرى، بما في ذلك الشركات الصينية، الالتزام بتوفير شاحن مع الهاتف كما ميزة لتحقيق سياساتهم وإرضاء عملائهم. ووراء هذا الحديث تسعى هذه الشركات إلى التميز ولو بشكل نسبي.
تقنيات جديدة:
وتأخرت سامسونج نسبياً في إضافة بعض التقنيات، مثل الشحن السريع الذي يصل إلى أكثر من 100 واط، حيث توفر شاحناً بأقل من نصف هذه القدرة. وفي المقابل، تخوض شركات صينية أخرى، مثل Xiaomi وOppo وVivo، المخاطر من خلال تقديم تقنيات شحن خارقة وشواحن سريعة تصل إلى 145 واطًا وأكثر.
ومن وجهة نظر سامسونج، فإن هذه التقنيات ليست جاهزة بما يكفي لتكون واقعية مع هواتفها، خاصة أنها تعتبر مطورًا رئيسيًا لمكونات هواتفها. وتبرر شركة أبل تأخر سامسونج في إطلاق تقنية معينة بالقول إنها تفعل ذلك بناء على دراسة السوق وتجارب الآخرين، والاستفادة من أخطائهم، وهذه سياسة تتبعها الشركات الأخرى أيضا.
ولكن، ماذا لو أطلقت شركة آبل تقنية الشحن الصاروخي برقم مرتفع؟ ومن المؤكد أن سامسونج ستسارع إلى تبني هذه التقنية. ورغم أن شركة سامسونج تعتبر منافسًا عالميًا وواحدة من أكبر المعطلين للآيفون، وأكبر منافس لهواتفها في عالم الهواتف الأمريكية، إلا أنها تظل أقرب لشركة آبل من غيرها من شركات أندرويد. تبني هذه الفلسفة التسويقية فكرة لدى المستهلكين بأن سامسونج تنافس القمة، لأنها تنافس القمة، حتى لو كلفها البقاء في عباءتها.
خاتمة:
وفي النهاية يمكن القول إن سامسونج وأبل تتنافسان على القمة، حتى لو كلفهما البقاء في عباءة الشركة الأمريكية. وهي منافسة تفيد المستخدمين من خلال تقديم أفضل التقنيات وأعلى جودة.